سلمان بن عبدالله القباع
في أي دولة في العالم نجدها تفرح وتسعد وتستعد عندما يقبل عليها (يوم احتفال) أو ذكرى حدث معين.. يعطون انطباعاً يعكس قوة وأثر قدسية هذا اليوم في نفوسهم.. بل هناك من يتفرغ مع عائلته للمشاركة.. حتى أن المدارس تعلن وتعمل (دعاية) لهذه المناسبة.
الديانات المختلفة في العالم لديها أيام معهودة وموثقة في (مرجعية) دياناتهم.. يستندون عليها.. وأصبحوا معهودين بتنفيذ أوامر تلك المرجعية، هي مرجعهم موضحة بها كل ما يتعلق بديانتهم.. هذه الأيام نجد أن لها إقبالاً شديداً وحرصاً زائداً من أهلها، قناعة لديهم.
وديننا الإسلامي لديه كثير من العبادات التي فرضتها الشريعة، حتى أن هناك عبادات من أركان الإسلام.. هذه العبادات دورية وتأخذ مجراها سنوياً ثابتة لا تتغير أبدا، من ضمن العبادات الصوم وهو أحد الأركان الخمسة التي يقوم عليها الإسلام.. أعمدة ثابتة حتى يرث الله الأرض ومن عليها، أعود إلى الركن الرابع وهو صوم رمضان، فرضه الله على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام بالسنة الثانية للهجرة، كل عام يطل علينا من الشهر التاسع من السنة الهجرية، أكثر من مليار مسلم على وجه الأرض يستعدون لهذا الشهر الفضيل من بقاع الأرض من مشرقها إلى مغربها.
نحن نعلم أن الشهر الفضيل له روحانية خاصة منذ زمن تتضح هذه الرؤية وتبرز الوقت الرمضاني عبر التواصل والنهائي، حتى البرامج عندما تعرض على التلفاز يكون لها جو خاص يعطي توجهاً ويوحي بذلك، تعلقت البرامج الماضية منذ زمن، تعلقت بالشهر الفضيل، ولا نعرف عرض تلك البرامج إلا في رمضان مثل (على مائدة الإفطار) للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله، سنين والبرنامج يعرض، كذلك فوازير رمضان (بمقدمته المعروفة)! وبرنامج صوموا تصحوا.
الآن تغير الوضع، البرامج آنفة الذكر اندثرت تماما ولا يوجد لها أي صدى، ولا نبرر عدم المبالاة هو سبب رئيسي لاندثارها، ولكن لوجود القنوات الفضائية الآن، وأصبحنا ضحية لها بكثير من الأوقات بمختلف الشهور، قناة فضائية، لا تعمل ولا نجد لها نشاطاً إلا في شهر رمضان، حتى شركات الإنتاج تتعاقد وتبذل قصارى جهدها لإنتاج مسلسل أو فيلم يتم عرضه في رمضان، أنا صاحب إنتاج أو صاحب قناة لا أجد نفسي ولا أعمل لإنجاح أي مسلسل إلا في رمضان،،!! أنا ممثل سوف أسخر طاقتي بالتمثيل في رمضان فقط!
هل أصبح الإنتاج وضخ المسلسلات مربوطاً بشهر رمضان؟
مسلسلات ماذا؟ هل هي تعم للفائدة المجتمع؟
وما نلاحظه من كتابات نقدية من نقاد متابعين نجد أنهم (متذمرين ويتأسون كثيراً) من المسلسلات وخصوصاً (الخليجية) والتي تبث واقع المجتمع الخليجي كما تصوروا؟ من أين استمدوا الحقائق وكيف؟ (حتى الأطفال أصبحوا ضحايا للمسلسلات برمضان وغيره، سحر، شعوذة، ضرب، اغتصاب، خراب، (أصبحت المسلسلات مدارس لتعليم فنون الإجرام وتوضيحها للمجتمع!!) والضحية من؟ كل شيء ممنوع موجود في تلك المسلسلات..) وتعرض في شهر العبادات!!
إعلانات تسبق الشهر الفضيل.. أصبح المجتمع حديثها، سابق من القنوات بشكل عجيب!!
قال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا}... 12 شهراً وضعها الباري عز وجل، قبل أن يحين موعد رمضان بشهر كامل انظروا إلى الإعلام (المقروء والمرئي) دعايات لمسلسلات وتابعونا ونحن الأفضل وغيرها من إبراز أشخاص بصورهم (كلٍ يقول الزين عندي!!).. ولا تشكل أي من تلك البرامج أي فائدة!! حشو كلام وبثه لكي أقبض مبلغ وقدره.. كفاكم استهزاء واستخفافاً بعقول الآخرين!!.. دوله مسلمة هل تحتاج إلا من يثقف شعبها بالأمور الدينية؟ الفتوى هي الأساس وهي ما يحتاجها أي موطن إسلامي سواء دول عربية أو دول إسلامية.. الفتوى هي ما يريد المسلم.. ونأسف أن نجد من (يطل علينا بتلك القنوات) ويفيد أن القناة هي قناة (ليست محتشمة وفساد) علشان كذا تعاقدنا معهم لكي ننصح القائمين عليها ومن يشاهدها عبر اللقاءات التي سوف نبثها عن طريق قناتهم!!!!.. طيب ليش ما يكون العمل لأجل خير ونصح وإرشاد؟ (لوجه الله، احتسبوا الأجر!!) من دون قبض مبلغ وقدره.. هل الدين سوف يكون تجارة تنافس بين الدعاة؟ نحن دولة مسلمة وشعب مسلم ومؤمن منذ الفطرة.. نصلي الحمد لله، ونصوم من فضل الله، ونزكي بعد أن أعاننا الله، ونحج بعد أن استطعنا بتوفيق الله.. التوجيه من المدرسة، النصح لا ينحصر على شخص ما، المجتمع كافل وكفيل بتغيير البيئة إلى أحسن.. الفتاوى لها أهلها من علمائنا حفظهم الله، إذاً ماذا يريدون؟ (عجبي، حتى الرسائل من الجوال اقتحموها بمبلغ وقدره!!).
هناك برامج نحتاجها كثيرا في منازلنا، هناك برامج تثقيفية علمية لماذا لا نجدها موجودة في رمضان؟ نعم المسلسلات التاريخية نجد أنها الأقرب لوقت بثها في رمضان بحكم تخصصها (إسلامية) وموثقة تاريخياً.
الرئيسية 
التسجيل 
دخول 
الخميس سبتمبر 18, 2008 12:24 am
